طريق الازدهار ( أفكار وأساليب من أجل النهضة )

إن الأفكار والاهتمامات تجتاح العالم على شكل موجات متتابعة، ولعل التفكير في أمور النهضة ومقوماتها من أكثر ما يسيطر على عقول معظم المثقفين في بلادنا، وهذا يعود إلى أن العالم كله مهموم ومشغول بتلمس أسباب التفوق في السباق العالمي نحو الإنجاز والجودة والرفاهية والقضاء على الجهل والفقر والمرض.. والحقيقة أن من شأن التقدم الحضاري الإغراء بالبحث عن المزيد من التقدم، ولا يخفى إلى جانب هذا أن عالمنا العربي والإسلامي يعاني من مشكلات كبرى، قد يكون على رأسها ارتباك كثير من الناس في الاهتداء إلى الوضعية التي يكونون فيها ملتزمين بدينهم على نحو جيد مع امتلاك الأخلاق والأهليات والمهارات والأدوات التي تجعلهم يعيشون عصرهم بكفاءة وجدارة، ومن واجب كل المثقفين والنهضويين المساعدة في حل هذه الإشكالية وبلورة ملامح الوضعية المنشودة . إن المشروع النهضوي فسيح الأبعاد كثير التفاصيل، ولا يمكن إنجازه في أي كتاب، وهذا ليس بسبب ضخامته فحسب، ولكن بسبب أن المفكرين والمهتمين بالنهضة لا يستطيعون بلورته في فترة زمنية محدودة ومحصورة